نابليون كان يشوف قصرة عيب ونقص وبالتالي عوض هذا النقص بالتسلط والجبروت ومن هنا اصبح اي شخص يحاول يعوض اللي يشوفه نقص فيه بالكذب او المبالغه يطلق عليه ( مصاب بعقدة نابليون ) وعشان نكون صريحين جدا مع بعض ، كم من شخص فينا تصرف بتصرفات غريبه او سيئة احيانا بدون مايعرف انو تصرفه عبارة عن محاولة لسد النقص اللي يحس فيه ؟
مثلا لما يجي شخص بملابس غريبه او ستايل شعر ملفت او حتى تصرفات تستدعي انك توقف تشوفه زي الضحك العالي او الصراخ الغير مبرر ، اعرف ان هذا الشخص يعاني من عقدة النقص او لما تشوف وحده تحكي قصص الف ليله وليله الي ماحصلت لها على ارض الواقع بس تحكيها للفت الانتباه فهي ايضا تعاني من عقدة النقص ، وحتى احنا أنا وانت وأي شخص ينتقد ويقول ( هذا ناقص ) الأكيد اننا نعاني من النقص في بعض الجوانب ولكن الاسهل علينا اننا نركز على الناس ما نركز على انفسنا ..
طيب سؤال .. ليه احساس النقص مسيطر على كثير من الناس ؟
خلينا نبدأ من نقطة الانطلاق ، قبل العولمة كانو الناس قد بعض ، متساوين الى حد ما في الاكل والشرب والبيوت وطريقة العيش وراضين على انفسهم وحياتهم ، ولكن العولمة جعلت الشخص يقارن نفسه بالموجودين في العالم وهنا جرب احساس انه الاقل لاول مره ، ومن هنا تبدا عقدة النقص تكبر في نفس الشخص وتاخذ حيز من فكره ويصير يتخيل ان كل الناس منتبهه لهالنقص اللي فيه وبالتالي يهرب منه عن طريق الكذب او المبالغه في وصف نفسه او حياته او حتى افكاره ومبادئة ، والاكيد انه ينتظر ردود فعل الموجودين على شخصيته المبتكرة وهل اعجبتهم او لا !
مثل بعض الموجودين في السوشيال ميديا ، يتصنع المثالية لاحساسه بالنقص وينتظر من المتابع المدح ولو ماحصل له هالمدح ممكن يثور ويقلب الدنيا عليك ، ليه ؟ لانه من الاساس مو واثق في الي قاعد يعمله .
وايش الحل ؟
رأس الحل هو الثقة بالنفس ، وادراك ان الانسان لايخلو من العيوب ، لم نخلق كاملين وعشان كذا لازم نتعايش مع انفسنا الحقيقة بعيوبها ومزاياها , النقص مو في انك ماقد سافرت او ماتملك الفلوس الي تخليك تشتري سيارة اخر موديل او تلبس على الموضة ، النقص الحقيقي انك تهرب من نفسك وانك تنتظر الاعجاب من الناس وتعيش على كلامهم وتقييمهم لك ، النقص الحقيقي انو مانشوف نظرتنا لأنفسنا شي ونركز على نظرة الناس لنا ، تذكر دايم قوتك في رضاك عن نفسك بكل ماتحويه .
أشوفكم على خير 🙂